جعل النقد أكثر تركيزًا على الناس: نصائح عملية من الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

منذ شباط 2022، استطاع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المحلية التواصل مع أكثر من مليون شخص في 29 دولة، وتقديم أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات النقدية – حيث تمكن من توفير الموارد المالية بسرعة للأفراد والمجتمعات بنطاق واسع، ما يمكن أن يكون له تأثير فوري على حياة الناس.

بالنظر إلى التفاصيل الدقيقة للتفاوض مع مقدمو الخدمات المالية وشركات الهاتف المحمول ومطوري التطبيقات، بشأن إنشاء العمليات، وضمان الالتزام بالنزاهة، وإدارة جميع البيانات الرقمية الضرورية لتحقيق التحويلات النقدية، يخشى بعض الأشخاص من وجود خطر أننا قد نغفل بسهولة عن الحقائق الإنسانية في صميم ما نسعى إلى تحقيقه.

لكن النقد لا يتعلق باستبدال المشاركة مع الناس. يتعلق الأمر بالاستفادة من الفرص التي تقدمها التكنولوجيا ودمج العناصر الأكثر صلة جنبًا إلى جنب مع مناهجنا المجتمعية لدعم الأشخاص في الأزمات بشكل أسرع وأكثر فعالية. في النهاية، النقد هو نفسه مثل أي دعم إنساني آخر: إنه يتعلق بالأشخاص.

واعترافاً بذلك، قام الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بإعداد دورة قصيرة عبر الإنترنت تسلط الضوء على دور المشاركة المجتمعية في المساعدات النقدية والقسائم.

نبذة سريعة

كمقدمة سريعة ولتشجيعكم على زيارة الوحدات التعليمية بشكل مباشر، قام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتلخيص النصائح الرئيسية لجعل النقد يتمحور حول الأشخاص طوال دورة البرنامج:

1) التأهب

يعد التأهب للمساعدات النقدية، وضمان وجود القدرات والأنظمة والعمليات في مكانها الصحيح لتمكين دمج ومشاركة الأشخاص من المجتمعات المتضررة من الأزمات أمرًا أساسيًا. أكد التعلم من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي في حالات الطوارئ (ESSN) في تركيا، جنبًا إلى جنب مع الاستجابات الأخرى، على أهمية الإنشاء السريع لمراكز الاتصال وآليات التغذية الراجعة على نطاق واسع لدعم المساعدات النقدية الفعالة. أكدت التجربة على أهمية توظيف أشخاص من المجتمعات المتضررة من الأزمات للرد على المكالمات والرد على الأسئلة، والتأكد من أن المتصلين يمكنهم استخدام اللغات الأكثر مناسبة لهم، وبناء الوعي الثقافي والحساسية، وتعزيز العلاقات والثقة بين الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمتضررين من الأزمة.

2) التقييم

كما هو الحال مع كل مرحلة أخرى من دورة البرنامج، من الضروري إشراك أعضاء المجتمع بأكبر قدر ممكن، وتوفير بيئة يمكنهم من خلالها تقديم مهاراتهم ورؤاهم التي لا تقدر بثمن – اللغة، والتفاهم الثقافي، والعلاقات القائمة – للتأثير على عملكم. في التقييمات، يمكن للأشخاص من المجتمعات المتضررة، على سبيل المثال، تقديم المشورة بشأن أفضل الطرق لتنفيذ العملية، والإبلاغ عن القضايا الحساسة، والمساعدة في إشراك الأشخاص الذين قد يكونون مهمشين أو يصعب الوصول إليهم، والذين قد يتم استبعادهم بطريقة أخرى. حتى أنهم قد يساعدون، كما في الاستجابة لإعصار دوريان في منطقة البحر الكاريبي، في تحديد أن النقد لن يكون النهج الأكثر فعالية.

3) لتخطيط

العمل مع الأشخاص المتضررين من الأزمات لتحديد الأهداف والاستراتيجيات والأنشطة ضمن استجابتكم، سيزيد من المشاركة، ويبني الثقة، ويساعد في ضمان أن يكون عملكم فعالًا ومؤثرًا قدر الإمكان.

على وجه الخصوص، يعد إشراك أفراد المجتمع المتضررين من الأزمة في القرارات المتعلقة بمعايير الأهلية للحصول على المساعدات النقدية أو القسائم، وأفضل الخيارات المتاحة للأشخاص للوصول إلى أموالهم (التحويل المصرفي، والخدمات النقدية المتنقلة، ووكالات ا تحويل الأموال، ومكتب البريد، إلخ) أمرًا حيويًا في ضمان ملاءمة التدخلات وتلبية احتياجات الناس، بالإضافة إلى دعم فهم وقبول المساعدات النقدية ككل. في المجر على سبيل المثال، سلطت المناقشات مع اللاجئين الضوء على أن بعض الأشخاص الأكثر احتياجًا قد يتم استبعادهم من المساعدات النقدية، مما يشير إلى تكييف معايير الأهلية لإزالة الحواجز التي تحول دون إدماجهم.

4) التنفيذ

إبقاء المجتمعات على اطلاع جيد على التقدم والأنشطة والتأخيرات والتغييرات، ودمج آليات التغذية الراجعة جنبًا إلى جنب مع الجهود الأخرى لتمكين المشاركة على مدار العملية بأكملها.

بالإضافة إلى الرد على المشكلات الفردية التي أثيرت من خلال التعليقات، استخدم البيانات ككل لإبلاغ التغييرات على المستوى البرامجي لتحسين استجابتكم. يعد إجراء التغييرات التي تعمل على تحسين النظام للجميع، ومنع المشكلات للآخرين في المستقبل، أكثر كفاءة بكثير من مجرد حل كل مشكلة على حدة في كل مرة.

5) التقييم

الأشخاص المتضررون من الأزمات هم الخبراء في حياتهم وعمليات التعافي الخاصة بهم، ولا أحد يتمتع بمكانة أفضل لمعرفة ما إذا كانت المساعدات قد نجحت أم لا.

بالإضافة إلى تقييم إنجازات البرنامج، نحتاج أيضًا إلى النظر في كيفية تحقيق الإنجازات – هل شعر الناس أنهم عوملوا بإنصاف وباحترام وكرامة، هل شعروا بأنهم مشمولين بشكل فعّال في صنع القرار؟

من المهم أيضًا الاستماع إلى الأشخاص الذين لا تدعمهم المساعدات النقدية بشكل مباشر – ما هو شعورهم حيال البرنامج؟ هل يفهمون سبب عدم تضمينهم، وهل واجهوا أي آثار – إيجابية أو سلبية – مرتبطة بالبرنامج؟

قبل كل شيء، ما الذي يخبرنا الناس أنه يمكننا القيام به بشكل أفضل في المرة القادمة؟

هل تريدون معرفة المزيد؟

هذه الدورة متاحة للجميع (ليس فقط لأعضاء حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر)، مع سبع وحدات صغيرة الحجم، تركز كل منها على منطقة مختلفة من دورة البرنامج لضمان أن يكون العمل النقدي شاملاً وتشاركيًا ومتمحور حول الناس بقدر الإمكان.

من بين سياقات أخرى، تعتمد الدورة على الخبرة المكتسبة من خلال تنفيذ برنامج شبكة الأمان الاجتماعي في حالات الطوارئ (ESSN) في تركيا، والذي قدم أكثر من نصف مليار دولار على مدار ثلاث سنوات، ودعم أكثر من 1.5 مليون شخص.

كل وحدة تستغرق حوالي 15-20 دقيقة لاستكمالها، ويمكن أخذها بأي ترتيب، لذا فهي مثالية للانخراط فيها بشكل متقطع، ولكن بتكامل السبع وحدات لتوفير نظرة عامة شاملة.

إذا كنتم مهتمين بالتسجيل، فيرجى زيارة منصة التعلم التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والبحث عن المشاركة المجتمعية والمساءلة في المساعدات النقدية والقسائم (أو CEA في CVA).

السيرة الذاتية للمؤلفين

كان مارك ساوث عضوًا في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر منذ عام 2007 ويعمل حاليًا كمندوب للمشاركة المجتمعية والمساءلة في أوروبا وآسيا الوسطى. لعب مارك دورًا رئيسيًا في تطوير المحتوى المتعلق بالمشاركة المجتمعية والمساءلة (CEA) في وحدات التعلم الإلكتروني الخاصة بالمساعدات النقدية والقسائم (CVA).

تعمل جونيش ألبان كمندوب للمشاركة المجتمعية والمساءلة (CEA) في وحدات التعلم الإلكتروني الخاصة بالمساعدات النقدية والقسائم لمكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوروبا في بودابست. ينصب تركيزها على ضمان التكامل القوي لنهج المشاركة المجتمعية والمساءلة (CEA) في المساعدة النقدية والقسائم في جميع أنحاء أوكرانيا والبلدان المتأثرة. في السابق، كانت تعمل في برنامج شبكة الأمان الاجتماعي في حالات الطوارئ (ESSN) في تركيا وساهمت في تطوير المشاركة المجتمعية والمساءلة (CEA) في وحدات التعلم الإلكتروني الخاصة بمساعدة النقد والقسائم.

في صورة الغلاف: نقطة التسجيل للحصول على المساعدات النقدية والقسائم في بولندا. المصدر: كارلا جوانا / الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. حزيران 2022.