تقرير شبكة CALP السنوي 2021 – 2022
بعد تجاوز أولى موجات جائحة كوفيد-19، اعتقد العديد منا أن عام 2021/22 سيكون عامًا أفضل. لكن اتضح مجددًا أن هذا العام كان عامًا صعبًا من منظور إنساني. فقد ازدادت الحاجات الإنسانية إثر أضرار الجائحة وتغير المناخ والنزاعات في كل إقليم من أقاليم العالم. وفي شهر شباط، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا لنزوح أعداد كبيرة من اللاجئين كما تسبب بارتفاع مفاجئ لأسعار الغذاء حول العالم – وكانت الفئات الأكثر ضعفًا هي الأكثر تضررًا من ذلك.
استجابةً لتطور الحاجات والأولويات، حققنا تقدمًا ملموسًا فيما يخص قضايا مساعدات النقد والقسائم المهمة. وفي هذا التقرير، نروي قصة الجهود التي تبذلها شبكة CALP من أجل إحداث فرق، مع التركيز على بعض من التطورات العديدة التي جرت العام الماضي.
مع أن النظام الإنساني معقد ومعروف بمقاومته للتغيير، إلا أنه شهد تقدمًا في بعض المجالات. فبعد سنوات من الجمود، رصدنا تحركًا في قضية التنسيق النقدي الشائكة. وهي قضية تمس تفويض المنظمات وسلطاتها ومصالحها التنظيمية، لذلك فهي تعتبر قضية سياسية بالدرجة الأولى. لكن من خلال جهودنا الجماعية، بدأت توجهات المنظمات في التغير هذا العام. وبقدر ما حققنا من تقدم، ما زال هناك الكثير للقيام به ولن يهدأ لنا بال حتى يوضع نهج أكثر فعالية وقابلية للتوقع والمساءلة إزاء هذه القضية الجوهرية.
يبرز التقدم المحرز في التنسيق النقدي مدى قوة العمل الجماعي. كما أن ثمة أمثلة كثيرة أخرى على الجهود الجماعية في هذا التقرير، حيث استكشفت أوساط الممارسين وفرق العمل الجديدة في مجال مساعدات النقد والقسائم قضايا عديدة، بدءًا من البيئة وانتهاءً بالاستجابة بقيادة المجتمع المحلي. كما أن هناك أمثلة على جمعنا للوكالات كي تتشارك الدروس المستفادة بشأن قضايا مثل العمل في السياقات التي تشهد تضخمًا كبيرًا وتراجعًا في قيمة العملة، ودراسة الممارسات الجيدة في مجالات كالصحة ومساعدات النقد والقسائم، وغيرها الكثير. ورغم تعمق معرفتنا وفهمنا لاستخدامات مساعدات النقد والقسائم، إلا أننا ما زلنا بحاجة للاستماع بشكل أفضل للمجتمعات التي تمر بالأزمات من أجل ضمان استنارة هذه الدروس المستفادة والممارسات الفضلى بحاجاتهم وأولوياتهم.
من جهة أخرى، واصلنا التزامنا ببقاء الدورات التدريبية الأساسية لشبكتنا على مستوى “المعيار الذهبي”، فحرصنا على تحديث موادنا التدريبية بآخر الممارسات الفضلى. كما أطلقنا نسخة جديدة من دورة البرامج التدريبية الأساسية، ووفرناها عبر الإنترنت من خلال مجموعة من أدوات التعلم الذاتي والميسر – وواجهنا إثر ذلك تحدي تلبية الطلب الكبير عليها. وترجمنا الدورة التدريبية والعديد من المصادر الجديدة والقائمة مسبقًا، إصرارًا منا على توسعة نطاق إصداراتنا باللغات العربية والفرنسية والإسبانية.
من جهتهم، يواصل الأعضاء ترسيخ أسس الشبكة، حيث تضم أكثر من 90 عضوًا إلى جانب شبكة أوسع بكثير من المنظمات والأفراد الذين نستفيد من مهاراتهم وخبراتهم وأفكارهم المتنوعة، وبناء على ذلك، قررنا تغيير اسمنا ليصبح شبكة CALP بما يعكس هويتنا بشكل أكثر دقة.
إن فخرنا بما أنجزناه هذا العام يقابله التطلع لما يبقى علينا إنجازه في المستقبل. ومع أن الآفاق العالمية لا تتسم باليقين على العديد من الجبهات، لكننا نستطيع بالتأكيد توحيد جهودنا لجعل العمل الإنساني أكثر فعالية. إذن، فلنتقدم معًا نحو تحقيق رؤية شبكة CALP لمستقبل يصبح فيه الناس قادرون على التغلب على الأزمات بكرامة عن طريق ممارسة الاختيار وحقهم في تقرير المصير.