مستجدات المساعدات النقدية والقسائم: حالات الطوارئ في ليبيا والمغرب
في غضون أيام قليلة، واجه كل من المغرب وليبيا كوارث طبيعية غير مسبوقة – زلزال وفيضانات مدمرة.
وتصارع المجتمعات الضعيفة في القرى النائية في المغرب في أعقاب الزلزال، في حين تعاني ليبيا من دمار واسع النطاق بسبب الأمطار الغزيرة وانفجار السدود.
لفهم الوضع بشكل أفضل ولفهم التحديات والخطوات التالية، أجرينا مقابلة مع رنا نصار، الممثلة الإقليمية لـ CALP في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA).
اقرأوا المقابلة كاملة هنا ⤵️
-
نظرة عامة والأثر: هل يمكنك تقديم لمحة موجزة عن الفيضانات الأخيرة في ليبيا والزلزال الذي ضرب المغرب؟
لقد شهدنا كوارث واسعة النطاق تضرب المغرب وليبيا في غضون أيام قليلة.
وفي حالة المغرب، فإن مركز وقوع الزلزال كان بالقرب من القرى النائية، مع محدودية الوصول إلى الخدمات سبل كسب العيش، مما يعني أن المجتمعات الضعيفة هي الأكثر تأثراً. مثل هذه الأحداث ليست شائعة في المغرب، وهذا يعني أن المنازل لم يتم بناؤها على معايير تحمل الزلازل القوية.
وفي ليبيا، تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات، بما في ذلك انهيار سدين في مدينة درنة، في دمار واسع النطاق. ووردت تقارير عن غرق أحياء بأكملها قد اجتاحتها المياه وأنباء عن الآلاف في عداد المفقودين.
وفي كلا البلدين، لا تزال تقييمات حجم الدمار مستمرة، مع وجود أعداد كبيرة من النازحين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة. وفي ليبيا، أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن ما لا يقل عن 43 ألف شخص نزحوا نتيجة الكارثة. وفي المغرب، فإن معظم المناطق المتضررة هي أيضًا مناطق ريفية وكانت تعاني بالفعل من محدودية فرص كسب العيش والجفاف.
-
الاستجابة الإنسانية: كيف كانت الاستجابة الأولية، وهل هناك خطط لاستخدام المساعدات النقدية والقسائم؟
ومع انتهاء عمليات البحث والإنقاذ، تحول التركيز الآن إلى جهود الإغاثة. ومع مرور الوقت واستمرار الإبلاغ عن العديد من المفقودين في ليبيا، من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات.
وقد استجابت العديد من المنظمات الإنسانية بسرعة، أبرزها جمعيات الهلال الأحمر الوطنية في كل من ليبيا والمغرب، حيث كانت أول من وصلوا إلى الميدان لعمليات البحث والإنقاذ. كما أنهم يقودون الجهود المتعلقة بالدفن الآمن مع تزايد خطر الإصابة بالأمراض في ليبيا.
ومع تأثر الأسواق في المناطق المتضررة بشدة، تمثلت الاستجابة الأولية في تزويد الناس بالمأوى والغذاء والمواد غير الغذائية. ومع انتقال الأشخاص إلى مناطق مختلفة واستقرار الوضع، تفكر الجهات المختصة فعلياً باستخدام المساعدات النقدية والقسائم.
وفي المغرب، أعلنت الحكومة عن إنشاء صندوق لتزويد الأسر المتضررة بمنح نقدية مباشرة، ويدرس الهلال الأحمر والعديد من المنظمات غير الحكومية دمج المساعدات النقدية والقسائم في خطط الاستجابة الخاصة بهم. تم إطلاق نداء عاجل للاستجابة في ليبيا، حيث تستهدف المساعدات النقدية متعددة الأغراض 45000 شخص، واعتبار التحويلات النقدية كوسيلة في خطط القطاعات المختلفة.
-
التحديات: ما هي أنواع التحديات الرئيسية التي تواجهها الجهات الإنسانية الفاعلة في تقديم المساعدات النقدية والقسائم في هذين السياقين المعقدين لحالات الطوارئ؟
وكما ذكرنا، فإن التحدي الرئيسي في الأيام الأولى لهذه الكوارث هو فاعلية السوق ووصول الناس إلى الأسواق والخدمات.
يجب على الجهات المعنية تنسيق تقييمات السوق السريعة المشتركة من أجل الحصول على فهم أفضل لتوافر العناصر والأسعار وسلاسل التوريد. وهذا يحدث بالفعل في ليبيا.
ويتمثل التحدي الآخر في إنشاء آليات تسليم المساعدات النقدية في الأماكن التي لا تكون متاحة بالفعل. على سبيل المثال في ليبيا، تحاول هذه الجهات التوقيع بسرعة على اتفاقيات مع مقدمي الخدمات المالية لتتمكن من تقديم المساعدات النقدية والقسائم أو تفكر في تقديم النقد في اليد.
في المغرب، يتمثل التحدي الرئيسي حتى الآن في التنسيق بين الجهات المعنية التي تفكر في الاستجابة للمساعدات النقدية والقسائم، حيث لم تكن هناك أي هياكل تنسيق موجودة مسبقًا.
بشكل عام، يجب على الجهات المعنية أن تأخذ في الاعتبار تفضيلات الأشخاص وحالة السوق.
في حين يصعب التنبؤ بمثل هذه الكوارث، فإن تحديد آليات تقديم المساعدات النقدية والقسائم المناسبة يمكن أن يوفر وقتًا كبيرًا في بداية عملية الاستجابة.
-
التنسيق. كيف تتم إدارة التنسيق بين المنظمات المختلفة لضمان الاستجابة الفعالة؟
ويعتمد التنسيق في ليبيا على الهياكل القائمة حيث تجتمع مجموعة العمل النقدي والأسواق بالفعل وتقدم مساهمات لتلبية النداء العاجل. وفي إطار هيكل تنسيق النقد، تقوم الجهات الفاعلة بتبادل خططها لتقديم المساعدة ويعمل منسقو النقد معهم بشكل وثيق على تنسيق قيم التحويل ونهج الاستهداف.
وفي المغرب، تقوم الحكومة بتعبئة كميات كبيرة من الموارد لدعم المناطق المتضررة. لم يتم بعد إنشاء هياكل التنسيق الرسمية للمساعدات النقدية والقسائم. نحن ندرك أن بعض المنظمات تحاول التنسيق، وقد قمنا بربط المنظمات التي تنظر في تقديم المساعدات النقدية والقسائم لتجنب أي ازدواجية في الجهود.
-
الخطوات التالية: ما الذي يجب أن يحدث بعد ذلك لتقديم الإغاثة الفعالة في ليبيا والمغرب، وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات النقدية والقسائم الإنسانية؟
وينبغي للجهات المعنية أن تستمر في التنسيق الوثيق والمشترك لتقييم الأسواق – بما في ذلك إمكانية الوصول، وتوافر العناصر، والأسعار. وفي ليبيا، قد يكون هذا أسهل لأن هيكل التنسيق موجود بالفعل. وحسبما يسمح به السياق، يتعين على الجهات المانحة حشد التمويل لتمكين التسليم السريع للمساعدات النقدية والقسائم.
وكما ذكرنا، استجابت الجهات الفاعلة الوطنية بسرعة. ومع مشاركة الجهات الفاعلة الدولية، فإنها تحتاج إلى دعم الاستجابة المحلية الأولية والبناء عليها، والاسترشاد بالشبكات والمنظمات المحلية القائمة والتفاعل معها لاستفادة من خبرتها والحصول على المعلومات.
-
الدعم. أين يمكن للعاملين في المجال الإنساني، وخاصة أولئك الذين ينفذون برامج المساعدات النقدية والقسائم، التواصل للحصول على مزيد من الدعم؟
في ليبيا، أنصح أي منظمة تقدم مساعدات نقدية أو تفكر بذلك، بالتواصل مع مجموعة العمل النقدية، والتي يمكن العثور عليها على موقع CALP الإلكتروني – على صفحة المجتمعات. في حالة المغرب، هذه المعلومات معلقة حتى يتمكنوا في هذه الأثناء من التواصل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أو التواصل معنا لمحاولة مساعدتهم على التواصل مع المنظمات الأخرى.
للحصول على أي دعم بشأن الأدوات والإرشادات، يمكن أن تطلعوا على صندوق أدوات جودة البرامج من CALP ويعُد مصدرًا جيدًا. تحتوي هذه المقالة التي كتبتها في أعقاب زلزال تركيا وسوريا في وقت سابق من هذا العام، على الكثير من الروابط والنصائح المفيدة حول استخدام المساعدات النقدية الطارئة في أعقاب حالات الطوارئ. إذا كان هناك أي شيء محدد تبحثون عنه، أو تحتاجون إلى أي دعم آخر، فلا تترددوا في التواصل مع فريق CALP.